انتمى غالبية الذين أرخوا للحروب الصليبية في أوروبا الغربية إلى رجال اللاهوت، ومن هؤلاء أوردريك فيتالي الذي كان من أصل إنكليزي، أمضى حياته راهباً في نورماندي، وصنف كتاباً سماه التاريخ الكنسي، أوقف الجزء الخامس منه على وقائع الحروب الصليبية لمدة نصف قرن. ولم يزر فيتالي فلسطين، ولكن بحكم مكانته اليرية، التقى بعدد وافر من الذين شاركوا في أحداث الحملة الأولى وما تلاها، فسجل مروياتهم، ثم صنفها وأودعها في كتابه (التاريخ الكنسي)، ولذلك توفرت لديه بعض المواد النادرة التي لا نجدها عند المؤرخين الذين عاشو في فلسطين وفيها كتبوا، ويضارع فيتالي في هذا الجانب ألبيرت فون آخن الألماني.
إنها المرة الأولى الذي تجري فيها ترجمة هذا الكتاب إلى العربية بصورة أمينة ووافية، وإخراجه بشكل لائق.