أصبح وليم جيمس من أشهر مفكري أمريكا على الإطلاق، وأحد قادة الفكر الحديث في الفلسفة وعلم النفس، في وقت تحكمت العقلية الدينية التقليدية فيه في جامعات أمركا كلها، لكن وليم جيمس أثبت لهذه العقلية أن لا ضير على العقيدة من أي من دراساته، فخضعت له تلك العقلية وفتحت له الأبواب.
أصبح جيمس مركزاً لمدرسة فلسفية جديدة في العالم الناطق باللغة الإنجليزية، وكان من أقوى أنصاره في أمريكا ديوي ومدرسته، وفي بريطانيا شيلر.
كان للفرد الإنساني في فلسفة جيمس نصيباً وافراً، فينبعث التاريخ منه وتبدأ منه كل فلسفة، هو القوة الظاهرة التي ترفع الجماعة وتخفضها، وفعله هو الموجه للحياة "فلقد وضع الله كلاً من الحياة والموت والخير والشر بين يديه، وقال له اختر الحياة دون الموت لتحيا أنت وذريتك".
أكد جيمس على أهمية المفارقات الفردية ودورها في التطور الاجتماعي، وناقش نظاماً أخلاقياً واحداً تفترضه فلسفة الأخلاق فوصل إلى منشأ الأحكام الخلقية ومنشأ الحسن والقبيح، وكيفية تكوين العلاقة بين الأخلاق والدين، كما قدم العلاج النفسي للتشاؤم الذي يعاني منه الكثيرون.