لقد أحدث اسبينوزا تغييراً أساسياً في النظرة الفلسفية لمجال الأخلاق، إذ رفض التفرقة بين الميتافيزيقيا كمعرفة نظرية خالصة، والأخلاق كمعرفة عملية إنسانية. ويؤكد أننا كلما تعمقنا في فهم قوانين الطبيعة الشاملة كنا أقدر على فهم سلوك الإنسان، وبالتالي فإنه في مجال الأخلاق تتلاقى إشعاعات المعرفة البشرية في سائر فروعها، ويطبق فيه العلم الذي أنتجه الإنسان بكل ما حققه من نتائج.
272 صفحة