عندما تكتب إليزابيث كولبرت كتاباً فإنها تذرع الأرض، يابسة ومياهاً، لتحقق له أعلى مصداقية ممكنة. وكتاب "الانقراض السادس" أصدق تعبير عن ذلك. إذ تعرضت الحياة في آخر نصف مليار سنة لمئات، إن لم يكن لآلاف، من الانقراضات التي شكلت ضجيجاً في خلفية خمسة انقراضات كبرى كاسحة. تقع هذه الانقراضات الكاسحة على مفرق الحقب والعصور الجيولوجية. والسبب في ذلك ببساطة هو أن هذه الانقراضات نفسها هي التي وضعت حداً لعصر وبداية لعصر جديد آخر. وقعت هذه النقراضات بفعل أسباب متنوعة: التغير المناخي الكبير، وتغير كيمياء وحموضة المحيطات، واصطدام كويكب بكوكب الأرض، وكلها كوارث. أم الانقراض السادس، موضوع هذا الكتاب، والذي تجري أحداثه الآن، فسببه نحن "الإنسان العاقل" بتحضرنا وتكنولوجياتنا التي غيرت من المحيط الحيوي فيزيائياً وكيميائياً، وقلصت بدرجة هائلة مواطن الحيوانات والنباتات. دفع ذلك موجة انقراض غير مسبوقة تجري أحداثها بسرعة كبيرة "جيولوجياً". وما يقوله أحد العلماء: "بما نفعله تجاه أشكال الحياة الأخرى، فإننا كمن يقطع فرع الشجرة الذي يجلس عليه.