لغة بديعة وسرد متدفق في رواية تطمح لسبر علاقات مجتمع مجهض، لم تتح له فرص النمو والحياة السوية، كونه ممراً قسرياً إلى حروب على الجوار أو ساحة لتصفية حسابات ورد اعتبار لهيبة سلطنة متهالكة اتخذت من الشعوب المحكومة وقوداً لسعير مآربها. وأتى اختيار الروائي الكردي محمد أوزون لشخصية الفنان المغني "عفدالي زينكي" بطلاً لروايته ذا دلالة بليغة، لما يتمتع به من قوة الرمز المعبر عن مواجهة العسف ورفع راية الفن والحب، لنشر روح التسامحبين مختلف الأطياف والأقوام المتجاورة من كرد وفرس وعرب وأرمن، فظل مؤمناً بالصوت العذب والكلام الطلي حتى في أحلك الأوقات، تلك هي بصيرة الفنان الحاذق وذاك عهد الحكيم المحب.