لا يوجد لديك عناصر في سلة التسوق الخاصة بك
لماذا تعود الأفكار والمفاهيم التي تصورنا أنها قد هزمت وتراجعت أمام الفكر العلمي المعاصر إلى الظهور مرة أخرى؟! . كيف نفسر تلك الظاهرة التي نشهدها منذ بضع سنوات، والمتمثلة في ظهور وصعود الأفكار السلفية والمفاهيم الغيبية اللاعلمية، التي تصورنا أنها قد أفلت وانتهت إلى الأبد ؟! . وهل يمكننا الحديث عن اللاوعي الجمعي أو الإنساني، كما نتحدث عن اللاوعي الفردي؟!. .
فالأفكار اللاعقلانية التي تعاود الظهور على الرغم من سذاجتها ولا معقوليتها، يمكن للتحليل النفسي أن يقدم تفسيراً لها. هذه الأفكار التي تخيلنا أنها قد هزمت وتراجعت أمام الثورة العلمية وأمام موجات التفكير العقلاني المستنير، لم يتم القضاء عليها، كما لو أنها ظلت قابعة في اللاوعي العام، وكانت تنتظر الفرصة واللحظة التي تطفو فيها إلى السطح.
على خطى فرويد الذي قدم منهجاً لتفسير الأحلام في كتابه الهام الذي يحمل الاسم نفسه، فإن جاستون باشلار يقدم في هذا الكتاب منهجاً للتحليل النفسي لأحلام اليقظة، وخاصة تلك التي ارتبطت بظاهرة النار، وذلك من خلال التحليل النفسي للعقلية اللاعلمية، أو الماقبل علمية كما يسميها. كما يقدم إجابات على أسئلة كثيرة مثارة في مجتمعاتنا حاليا، ذلك أن بناء العقلية العلمية وطرق التفكير الحديثة الموضوعية والعقلانية هو مشروع استراتيجي وحيوي لمجتمعاتنا العربية . مشروع لابد أن يستهدف إحداث تغيير بنيوي في الطرق والمناهج المستخدمة في التفكير، في التعليم، وفي التربية.