في هذه الدراسة تتجاوز توريل موي ما عهدناه من تصنيف تقليدي للسيرة الذاتية والنقد الأدبي، إذ تراها تتعقب مسيرة هذه المفكرة الطليعية صاحبة كتاب "الجنس الآخر" المعروف والذي لا يمكن تجاهله. هنا تتقاطع المقاربات الاجتماعية والنفسية والأدبية والفلسفية لتعرض الصراعات والتناقضات التي عاشتها بوفوار عبر مسيرة تكوين شخصيتها بوصفها أنثى وكاتبة في الوقت نفسه.
كما عملت توريل على توثيق كل ما يتعلق بتلقي أعمالها، ومختلف أوجه علاقتها بسارتر وغيره من الرجال، ومسيرتها في المنظومة التربوية الفرنسية، فساهم هذا كله بشكل جلي في تقييم وضع المرأة على المستوى الفكري في القرن العشرين.
تعد هذه الدراسة استفزازية وملهمة، ومبتكرة تسبر أغوار النزعة الاستقلالية عند بوفوار التي ماتزال مصدر إلهام للكثيرين.