كانت سورية مركزاً مهماً لتطور الزراعة منذ عشرة آلاف سنة مضت، حيث تم استئناس أنواع عديدة من النباتات والحيوانات كما شهدت بداية حياة القرية المستقرة، فلقد عثر على مساكن دائرية ذات جدران من ألواح الطين المدعمة بالأعمدة الخشبية، والمزينة من الداخل بزخارف هندسية ملونة تعود إلى الألف الثامن-السابع قبل الميلاد. وفي المريبط والشيخ حسن (على الفرات) عثر على أقدم إناء من الطين المشوي مما لم يعرفه التاريخ إلا بعد 4000 عام. كما عثر على تماثيل من الطين المشوي والحجر، بعضها يمثل الآلهة الأم، وهو أقدم تمثال لربة الخصب عرف حتى الآن كما هو أقدم دليل على ظهور الآلهة في العالم.
إنها قصة ظهور المدن والحواضر الأولى في سورية في الألف الرابع قبل الميلاد ومنها على الضفاف الشرقية للفرات، وحكاية المدن الكبيرة مثل ماري وإيبلا في الألف الثالث قبل الميلاد، وظهور المدن الكنعانية على الساحل السوري مثل أوغاريت التي اكتشفت فيها أول أبجدية في التاريخ.
حكاية الأراميين في أنحاء سورية والممالك التي شكلوها مثل مملكة دشق ومملكة حماة وحران وآرام النهرين.....