في أجواء تجمع بين الأسطورة والفانتازيا والتاريخ والسيرة الذاتية تأتي رائعة الروائي كنزابورو الحائز على جائزة نوبل للآداب. يرجح أن تكون هذه روايته الأخيرة، وهي تفتح الباب واسعاً أمام استكشاف الأعماق المضطربة لعالمي الموت والموروثات، ولتؤكد قدرة العمل الروائي على معالجة الصدمة التي تصيب الفرد والجماعة.
كوغيتو شوكو بطل الرواية الذي يعمل روائياً لن يهدأ قبل أن يكتشف سر موت أبيه غرقاً، ولن يتمكن من إكمال رواية بدأها عن ذاك السر من دون الصندوق الأحمر ومحتوياته، ولن يستطيع من دونه أن يتحرر من عقدة الذنب في أنه تهرب من إنقاذ أبيه. والصندوق بحوزة أم حجبته عنه، حتى بعد موتها بعشر سنوات لئلا يتسبب في فضيحة جديدة.
يعجز شوكو عن وضع حد فاصل بين ذكرياته وتخيلاته وأحلامه: أين تبدأ الحقيقة؟ وأين يسترسل الحلم؟ وما الدور الذي يؤديه الذنب في طمس الذكريات؟
"الموت غرقاً" رواية في رواية، مسكونة بالفن والأمل والموت.