إذا كان القدر قد اعتاد أن يختار الفلاسفة والمفكرين من الفقراء والمستضعفين، إلا أن الهند شهدت مناسبتين، حاد فيهما القدر عن هذه العادة وكانت أولى المناسبتين، يوم اختار القدر« بوذا» من قصر أحد الأمراء المالكين في الهند ، ليكون مبشرا بالحكمة والفلسفة.. ثم كانت المرة الثانية، حين اختار «رابندرانات طاغور» حفيد الأمير «دوارکانات طاغور» ليكون من رسل الأدب والحكمة..
ولد «طاغور» في «كلكتا » في 6 مايو سنة ١٨٦١ .. وبعد أن درس في إحدى المدارس الخاصة بالهند، رحل إلى انجلترا وهو في السابعة عشرة من عمره ليدرس القانون. ولكنه لم يستسغ هذا اللون من الدراسة، فعاد إلى بلاده، وتوفر على الكتابة في مجلات (البنغال) وصحفها، وما لبث اهتمامه أن اتجه إلى أحوال بلاده ومواطنيه، فراح يسعى لرفع مستوى الحياة الفكرية والاجتماعية في الهند، وأنشأ في سنة 1900 مدرسة فذة في نوعها ورسالتها، تنكب فيها برامج التربية المألوفة، ليمني بالنواحي الروحية والإنسانية والقومية