إنها مرثية عميقة الأنغام للجنة التي بقيت حاضرة في أذهان أبناء القرية، إذ راحت أرضها تشح، ومياهها تقل، وهم يتشبثون بهذه الحبيبة التي لا يذكرونها إلا طرية، ندية، فاغمة بشذا الفواكه وعطر الورود، وضاجة بأنغام المغنين والراقصين. والروائي، باختياره هذا الاسم الجميل لقريته، الطيبة، لا شك يذكرنا ضمناً بأن في سورية وفلسطين والأردن قرى كثيرة تحمل هذا الاسم. ولو ترك أمر تسميات القرى لأهلها، لربما سمى أهل كل قرية قريتهم بالطيبة: إن الطيبة تجمع بين معنى طيب المذاق والهواء والطبع، وبين معنى البقاء. فالطيبة عي أيضاً العائشة، الحية.
جبرا إبراهيم جبرا
224 صفحة