تحركت قليلاً وقد شعرت بضرورة فعل شيء، لكن شعوراً آخر انتابني في نفس اللحظة: فجأة أصابتني برودة قاتلة. أحسست أني مدفون في أعماق كثبان جليدية، وأني مسمر وراء الزجاج ولا أستطيع الحركة. وباستسلام أبله أردت أن أكذب. أن أخطئ. لكن عينيها وهما ترتميان علي كانتا تجرحانني. تجعلانني أكثر إحساساً بوقع خطاها وهي تسير في دمي. كنت أسحب عيني. أرميهما بعيداً، لكن دون أن أدري اكتشفت نفسي وقد بدأت أتسلل في الفجوات الصغيرة، بين أوراق النبة الخضراء، أرتمي هناك. وأنظر، وأنظر ، وأنظر إلى عينيها.
آه، ما أشد رعب العيون التي أراها. ما أشد فتنتها. كانت تقول لي بهمس: أيها الغريب الذي لا مأوى له، مأواك في عينيّ. كانت تقول لي هاتين العينين سأجعل لك أرجوحة ، وفي هذه الأرجوحة تقضي ما تبقى لك من العمر، ولن تندم.
152 صفحة