"لكن أي ليل عليّ أن أجتازه قبل أن أصل إلى هناك؟ بدا القمر وكأنه يعرف شيئاً ما، ذلك أنه حدق فيّ بغرابة. كان مظهره بارداً كالجليد حقاً، لكن ممتلئاً بالاهتمام، أو الفضول على الأقل. لم يكن نفس القمر الذي أعرفه على الأرض، كان وجهه غريباً عني، وضوؤه أكثر غرابة. ربما جاء من شمس مجهولة.. في كل مرّة أرفع فيها بصري أجده يحدق فيّ بكل قوته.. في البداية شعرت بالضيق، كما لو تجاه وقاحة رفيقمن بني البشر، لكن سرعان ما لاحظت أو توهمت أنني لاحظت، شفقة متسائلة في تحديقته: لماذا أقف في ليله الآن؟ حينها ولأول مرة أدركت كم هو من المريع أن يستيقظ أحد في الكون. كنت مستيقظاً ولا شيء في يدي حيال ذلك"