... ومـا أن يـذكـر اسـم «شكسبير» حتى تحلـق عـاليـا أحـداث مسرحياته المأساوية في أذهـان وخيـالات مستمعيه ومشاهدي مسرحياته على خشبات المسارح.
فهذا الاسم ارتبط مباشرة – وخلال قرون مضت وأخـرى سـتأتي - بمعرفة عميقة للنفس البشرية، ومعالجة عبقريـة النـوازع الإنسانية المتناقضة والمتصارعة، التي تسكن روح الإنسان، وتتجلى في سلوكه وأحلامه وخيالاته واضطراباته التي تـصـل حـد الجنـون والجريمة.
فهذه رائعته «مأساة هملت» - الـتـي تقـوم دارنـا بنشرها، مع سلسلة أخرى من روائعه - التي يصور فيها بعبقرية، الصراع الأبدي بين الخير والشر، والنور والظلام، والظلـم والعـدل، والغـدر والوفاء، والثأر والانتقام.
وكـل ذلـك في لغـة سـاحرة آسرة، تنغرس عميقاً في ذاكـرة ووجدان القارئ الفطن. وما من لغة في العالم لا تعرف شكسبير وروائعـه، بل ومـا مـن شـعب أو أمـة لـم تـسـمـع بـ«هملت» أو «الملك لير»... وغيرهما.