عند باب التكية تقوم شجرة عجيبة، لا يتجاوز ارتفاع ساقها قامة إنسان قصير، أو قامة صبي قبل البلوغ فإذا نظرت إلى الساق وجدتها مكتنزة صلبة. أما لونها فأقرب ما يكون إلى البني القاتم، الذي تتخلله لمعة كامدة. كما تتميز بالاستقامة والنعومة اللزجة لفرط ما امتدت إليها الأيدي ولامستها الأفواه.
كانت الشجرة إذا نظرت إليها رأيت الخرق الملونة والخيوط والأثواب الممزقة. ولا تستغرب إذا رأيت أغطية رأس متنوعة، يبرز بينها طربوش...
هذه الأشياء كلها ربطت إلى الشجرة بإحكام، أو ألقيت عليها بإهمال واضح... هذه الشجرة المقدسة، أو كما يسميها أعداؤها "أم الخرق"، هي نفسها التي يسميها المؤمنون بالشيخ مجيب وبركاته: أم النذور.