يحاول الماغوط بكل ما أوتي من قوة الإحساس، وصدق المشاعر، وعمق المعاناة أن يجعل من الأدب شعاعاًقوياً يسلطه على الحياة من أجل اجتثاث المأساة من جذورها، واستئصال آفات الزمن الرديء.
"البدوي الأحمر ذو العباءة الطائرة والوشم المسحور هو محمد الماغوط نفسه، الراعي الذي أعلن العصيان على القبائل الجاهلية في السلمية ودمشق وبيروت. كان يرثي المدن المتصحرة ولسان العرب، وأمراء الحروب والهزائم والملالي المشعوذين من المحيط إلى الخليج، ويرثي أصدقاءه الذين ماتوا مثقلين بغبار السجون، ومنشورات حقوق التنفس. يرثي نفسه والشعراء الصعاليك، ونساء وادي الحريةوالمجون، يكتب بقلم مكسور، وينفث اللهب. بدوي متفائل بالكوارث متنبئ بسنوات الجراد، وأظن أنه .. متحالف مع الشيطان منذ القرون الوسطى- بندر عبد الحميد"