في تلك الأزقة حيث يختمر الهواء بأنفاس الموت، بين تلك المنازل البالية حيث يرتكب الأشرار جرائمهم مختبئين بستائر الظلمة، وفي تلك المنعطفات الملتويةإلى اليمين وإلى الشمال التواء الأفاعي السوداء، كنت أسير بخوف وتهيب وراء صبي، له من حداثته ونقاوة قلبه شجاعة لا يشعر بها من كان خبيراً بمكايد أجلاف القوم في مدينة يدعوها الشرقيون عروس سورية ودرة تاج السلاطين، حتى إذا ما بلغنا أطراف الحي دخل الصبي بيتاًحقيراً لم تبق منه السنون غير جانب متداع، فدخلت خلفه وطرقات قلبي تتسارع كلما اقتربت..