شجيرة الزيتون التي لن تكبر قط من وحشتها، استسلمت إلى قدرها النباتي، فلم تعد تتفكر في شيء. أما الحشد المضيء، الذي كان يتقدم، صاعداً هضبة الهلالية غرباً، وهضبة الثكنة الفرنسية شرقاً، فقد اكتملت حلقة حصاره على المكان، حتى أن البيوت التي تململت، باحثة عن منفذ، عادت فهدأت وهي ترى الزقاقات مسدودة على أتمها.