وكانت بلاداً جميلة.
إنها لتتألق أبداً بالبحار والغابات والسموات الزرقاء. كما تتألق بنساء جميلات وشهيات كالكرز.
البلاد العذراء التي تختزن المعادن والحبوب والبترولوالغاز والمستقبل الغامض، وهذا الذي يسبح ليلاً ونهاراً ويسير باسم الله مجراه ومرساه. لكنها كانت تلوح بلاداً جارحة كجد المدية. فكما تختزن الجمال وعذوبة الطبيعة والمواد الخام، كانت تختزن الزلازل والأعاصير ونذر الحرب ومقاصل الإعدام. وفيما مضى في عصور سحيقة في القدم، يوم كانت قارة من الصحراء المموجة تحمل على ظهرها النوق والخيل والخيام الراحلة، كانوا يسمونها: مهابط وأرض الأنبياء. غير أنها مع تقدم الأزمنة، عندما ستمزق مسامها لتتفجر بالدم الأسود، ستسمى مهبط ومرقى فرق الكوماندوس، وحملة بنادق الناتو، والبحارة اليانكيين، ومخبراً لصنوف تجارب التعذيب.